نحن، الشعب الايزيدي من شنگال:
بعد أن نجونا من الإبادة الجماعية في 3 آب 2014، وهي أكبر عملية فرمان وأخطر تهديد وجودي في تاريخنا؛
نشهد تشتت الناجين والناجيات من الإبادة في أصقاع الأرض؛
إذ نتذكر أن هذا الأنتهاك قد تم الاعتراف بها بحملة إبادة جماعية من قبل الأمم المتحدة منذ عام 2016 ومن قبل دول أخرى في المجتمع الدولي في السنوات اللاحقة؛
حيث نرى أن المجتمع الدولي تعهد بالعمل على تعافينا واستقرار موطننا لضمان حمايتنا في المستقبل ومنع وقوع أي إبادة جماعية اخرى، ولكنه بدلاً من ذلك قام المجتمع الدولي بتمويل حياتنا في النزوح بينما فشل في بذل الجهد اللازم لتحقيق حل دائم لأمن واستقرار شنگال؛
نشاهد أطفالنا يكبرون في ظروف النزوح لأكثر من عقد من الزمان؛
نعاني منذ سنوات من الإهانة والظلم الإضافيين المتمثلين في سياسات الحصار التي ينفذها المشاركون في ارتكاب الإبادة الجماعية ضدنا، والتي تهدف إلى منع عودتنا إلى أراضينا التاريخية وأضعاف عزيمتنا عن استعادة منازلنا، ومنعنا من إعادة البناء، و إذلالنا بينما كنا نسعى لزيارة مقابرنا الجماعية و معابدنا المقدسة؛
نشعر بفرض الوصاية والهيمنة من جهات سياسية كوردية، وكما نجد انفسنا محبطين لأن المجتمع الدولي قد أضفى الشرعية على المشاركين في الإبادة الجماعية ضدنا وسعى إلى إعادة أراضينا التاريخية إلى سيطرتهم من خلال اتفاقية سنجار بين بغداد و أربيل، الذي تمت صياغته بمعزل عن علمنا ودون مشاركة شخص واحد من مجتمعنا ثم فرض علينا بالكامل ضد إرادتنا؛
نلاحظ أنه على الرغم من التعهدات الدولية بجعل أراضينا التاريخية آمنًا، إلا أن جبلنا المقدس في شنگال لا يزال يتعرض للقصف بضربات جوية تركية، مما أسفر عن مقتل المدنيين والأطفال والمقاتلين الإيزيديين؛
ندرك أن موجات الكراهية المتكررة في العراق وفي إقليم كردستان تدل على أن احتمالية وقوع عمليات إبادة جماعية في المستقبل لا تزال تشكل خطرًا حقيقيًا للغاية؛
أرهقتنا غياب الإدارة الرسمية في شنگال ما يقرب أحد عشر عاماً، ونحن الآن مستهدفون بسياسات حكومية جديدة تُقيّد وصول المنظمات الإنسانية والزائرين من الخارج، وهي إجراءات تعيق إعادة الإعمار وتقطع صلتنا بشركائنا الداعمين، مما يحوّل أراضينا الحبيبة فعلياً إلى منطقة عسكرية مغلقة واسعة النطاق؛
لا نزال في حاجة ماسة، بعد أكثر من عقد من بداية هذا الفرمان، إلى حل دائم يحقق الأمن والاستقرار لشعبنا في شنگال:
لذا، فإننا ندعو الآن إلى تشكيل لجنة دولية تتعهد، من خلال اتفاق رسمي مع بغداد، بالتحقيق والجهد من أجل تأسيس وإنشاء إقليم شبه مستقل في شنگال.
١ – يجب أن تعمل هذه اللجنة منذ البداية وفقًا لمبدأ عمل لا يسمح بموجبه على الإطلاق لأي مشارك في الإبادة الجماعية ضدنا بلعب أي دور عسكري أو إداري في مستقبل موطننا شنگال.
على هذا الأساس، نرفض اتفاقية سنجار، لأن اعتمادها يمثل الخطوة الأولى في عملية تدريجية لإعادتنا إلى الوضع الراهن الذي كان قائماً في اليوم الذي سبق بدء الإبادة.
٢ – يتم إنشاء منطقة شبه مستقلة في منطقة شنگال على أساس المادة 116 والمادة 117.2 والمادة 119 والمادة 120 من الدستور العراقي، والتي تسمح بإنشاء مناطق جديدة داخل النظام الفيدرالي العراقي. تشكل المنطقة شبه المستقلة في شنگال كيانًا من هذا القبيل داخل النظام الفيدرالي العراقي.
٣ – الغرض من إنشاء الإقليم شبه المستقل هو ضمان أن منطقتنا، التي كانت أراضينا التاريخية لقرون عديدة، يمكن أن تخدمها إدارة وأمن غير حزبيين، يشرف عليها أولئك الذين لديهم مصلحة في حمايتها، وضمان عدم التخلي عنها وتركها عاجزة عن الذبح والاستعباد عندما تظهر مثل هذه التهديدات.
لقد تباينت الطروحات المتعلقة بالإطار الإداري المستقبلي، حيث شملت مقترحات متعددة من بينها إنشاء محافظة، أو إدارة ذاتية، أو إقليم شبه مستقل، وغيرها من الأشكال. وإن الخلاف حول التعريفات أو حول الشكل الإداري الأمثل لا ينبغي أن يُستخدم كمبرر لعرقلة الشروع في تشكيل اللجنة الدولية، التي يندرج ضمن اختصاصها دراسة هذه الخيارات و استكشاف الإمكانيات المتاحة. أن إقليم شبه المستقل، وليست محافظة منشقة عن محافظة نينوى، ستكون ضرورية لاستبعاد تسلل أطراف خارجية تسعى إلى تسييس موطننا والسيطرة عليه، كما كان الحال في العقد الذي سبق الفرمان والذي لعب دورًا مباشرًا في إنتاج ظروف العجز والتهميش التي عرضت شعبنا للخطر وسمحت بوقوع لإبادة الجماعية.
٤ – نظرًا لأن سلطات بلدنا تفتقر إلى الحوافز والخبرة والإرادة لحل المعضلات التي تواجه شنگال بمفردها، فمن الضروري أن تلعب لجنة دولية دورًا داعمًا في مساعدة بغداد على الوفاء بمسؤولياتها تجاهنا.
نحن لا نعتبر مساعدة من لجنة دولية بالتوافق مع بغداد، تدخلاً أجنبياً في شؤون بلدنا؛ كانت الإبادة الجماعية جزئيًا نتيجة للتدخل الغربي في هذا البلد، وحتى يتم استقرار أراضينا التاريخية يظل التزام القوى الغربية بالوفاء بوعودها المتعلقة ببقاء شعبنا دون تسوية.
أ) ينبغي إنشاء اللجنة من خلال اتفاق بالتراضي مع بغداد، وبموجبه تصادق بغداد على عمل اللجنة في شنگال. يمكن إبرام هذا الاتفاق بين بغداد والأمم المتحدة، أو بين بغداد ودولة تقود اللجنة مباشرة أو مع تحالف من الشركاء
ب) يجب أن يتضمن الاتفاق تعهّدًا من بغداد بالاعتراف والتنفيذ بالإطار الذي صممته اللجنة الدولية على أنه ملزم
٥ – من الضروري إدراج جميع المقاتلين والأفراد الذين خدموا وضحوا من أجل الدفاع عن شنگال على مدى العقد الماضي في القوة غير المسيسة في إطار الأمني الجديد الذي يتم تطويره أجل الإقليم شبه المستقل. ويشمل ذلك أولئك الذين خدموا في وحدات مقاومة شنگال والحشد الشعبي الايزيدي والبيشمركة الإيزيدية وقوات حماية ايزيدخان والمجموعات الصغيرة المستقلة المقاتلة.
نحن ممتنون للمجتمع الدولي على دعمه السابق، و أشقائنا العراقيين الذين وقفوا إلى جانبنا، لكن صراعنا لا يزال وجودياً. لقد طرحنا بصوتٍ موحد حلاً في هذه العريضة. هذا الحل يتطلب التزاماً جاداً، لكنه ضروري إذا أردنا أن نتعافى ونصمد ونزدهر. نحن بحاجة إلى أن يفي العالم بالوعود العديدة التي قُطعت لنا في أعقاب فرمان عام 2014. لقد حاول تنظيم داعش القضاء على شعبنا، والتخلي عنا سيكون انتصاراً لهم. يجب أن لا يُنسى الإيزيديًين.
نحن الموقعون أدناه نقدم هذا الالتماس في أبريل 2025: